كيف أتذكر حلمي؟

كيف أتذكر حلمي؟

لماذا يتذكر بعض الناس دائماً أحلامهم وينساها الآخرون؟

يستطيع بعض الأشخاص تذكر أحلامهم في كل يوم تقريباً وتذكر الكثير منها بعد شهور أو سنين، في حين أن بعض الأحلام تتلاشى يوم بعد يوم.

والكثير من الاشخاص لايستطيعون تذكر أحلامهم، هنا نبدأ في التساؤل، لماذا البعض قادراً على تذكر أحلامه بينما لا يستطيع الآخرون ذلك؟ هل هذا شيئاً جيداً أم سيئاً؟ هل هذا له علاقة بطبيعة نوم الشخص؟

سوف نسلط الضوء على هذا الموضوع ونناقشه كما يلي :

أولاً : لماذا نحلم :

لنبدأ لماذا نحلم وكيف تحدث الأحلام، يحدث الحلم أثناء نوم الريم، أي عدة مرات في الليل، تتميز مرحلة النوم هذه بحركة العين السريعة، وزيادة حركة الجسم، والتنفس بشكل أسرع.

 يحدث الحلم خلال هذا الوقت لأن نشاط موجة الدماغ لدينا يصبح أقرب إلى نشاطنا عندما نكون مستيقظين، تبدأ هذه المرحلة عادةً بعد حوالي 90 دقيقة من النوم، ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ساعة في نهاية النوم.

جميع الناس يحلمون في نومهم سواء تذكروا أو لم يتذكرو، إنها وظيفة أساسية للدماغ البشري.

 والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان الجميع يحلم، فلماذا لا نتذكرهم جميعاً؟

يعد بحث الأحلام مجالاً واسعاً ومعقداً، وقد يكون من الصعب دراسة الحلم في المختبر، لأن نشاط الدماغ لا يمكنه إخبارنا بمحتوى الأحلام، وعلينا الاعتماد على تجارب شخصية من الناس.

ثانياً : تذكر الأحلام :

 الخبراء يقولون إن الأحلام هي نافذة على العقل الباطن، وكذلك هناك نظريات أخرى تفترض أن الأحلام هي نتيجة هراء للنشاط الذي يحدث أثناء نومنا، وعدم قدرتنا على تذكر أحلامنا قد يكون ببساطة بسبب فرز المعلومات الأساسية وغير الضرورية أثناء النوم.

في الأساس، تقول هذه النظرية أن الأحلام تحدث عندما يقوم دماغنا بمعالجة المعلومات، وإزالة الأشياء غير الضرورية ونقل الذكريات قصيرة المدى المهمة إلى ذاكرتنا طويلة المدى، لذلك قد يختلف الأشخاص الذين يتذكرون الأحلام في قدرتهم على حفظ الأشياء بشكل عام.

إضافة إلى ذلك، قد يحجب دماغ الشخص الحلم فعلياً، لذلك لا نتذكره في اليوم التالي، يمكن أن يكون الحلم حقيقياً ومكثفاً لدرجة أن أدمغتنا تخفي الحلم بالفعل،  لذلك من الطبيعي أن ننسى الأحلام في معظم الأوقات .

بعض الأحلام نشعر وكأنها واقعية لدرجة  لسنا متأكدين مما إذا كانت الأحداث قد حدثت بالفعل؟ إنه أمر غريب حقاً ويدعو للقلق، لذلك في هذه الحالة، قد يساعدنا دماغنا على النسيان حتى نتمكن بشكل أفضل من معرفة الفرق بين عالم الأحلام والعالم الحقيقي.

من ناحية أخرى ، يمكن لنشاط الدماغ أيضاً أن يسمح للشخص بتذكر حلمه بسهولة أكبر. هناك منطقة في دماغنا تسمى التقاطع الصدغي الجداري، والتي تعالج المعلومات والعواطف ، أن هذه المنطقة يمكن أن تضعنا أيضاً في حالة من اليقظة أثناء النوم، والتي بدورها تسمح لعقلنا بتشفير الأحلام وتذكرها بشكل أفضل.

هناك دراسة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتذكروا أحلامهم لديهم نشاط أكبر في التقاطع الصدغي الجداري أكثر من أولئك الذين لم يتذكروا أحلامهم كثيراً.

ثالثاً : لماذا يتذكر بعض الناس والبعض الآخر ينسى :

إذا لم يحصل شخص ما على قسط كافٍ من النوم باستمرار، فإن حركة العين ستنخفض سرعتها، وبالتالي من الصعب على هذا الشخص تذكر أحلامه في اليوم التالي.

السمات والصفات الشخصية يمكن أن تكون مؤشراً على قدرة الشخص على تذكر أحلامه.

بشكل عام، الأشخاص الذين لديهم أحلام يقظة وتفكير إبداعي يمكنهم تذكر أحلامهم، بينما أولئك الأشخاص العمليين الذين يركزون على ما هو خارج أنفسهم إلى صعوبة تذكر أحلامهم.

وهذا يعني أن بعض الناس يتذكرون أحلامهم بشكل طبيعي أكثر من غيرهم، بغض النظر عن نوعية نومهم.

يمكن أن تتسبب عوامل أخرى، مثل الإجهاد أو التعرض لصدمة، في أن يكون لدى الأشخاص أحلام أو كوابيس من المرجح أن يتذكروها في اليوم التالي.

على سبيل المثال، قد يحلم الشخص الذي يتعامل مع الحزن بعد فقدان أحد أفراد أسرته بالموت بتفاصيل دقيقة. قد يؤثر تذكر الحلم في اليوم التالي على الحالة المزاجية ويسبب المزيد من التوتر أو القلق.

في بعض الأحيان يرتبط حلم حدث في الماضي مع حلم في الوقت الحالي ويستمر العقل في سرد قصته أثناء النوم.

رابعاً : هل الحلم يؤثر على جودة النوم؟

الحلم نفسه لا يؤثر على جودة النوم، على الرغم من أن القدرة على تذكر الأحلام يمكن أن تكون أحياناً مرتبطة بالحالة الصحية أو نوع دواء.

قد تكون هناك بعض الاختلافات البيولوجية التي تؤدي إلى تذكر بعض الأشخاص للأحلام أكثر من البعض الآخر،  وهناك أيضاً بعض الأسباب الطبية التي يجب أخذها في الاعتبار.

يمكن أن تؤدي ساعة المنبه والنوم غير المنتظم إلى الاستيقاظ المفاجئ أو نوم حركة العين السريعة، وبالتالي يؤدي إلى استذكار الأحلام.

توقف التنفس أثناء النوم أو الكحول أو أي شيء يؤثر على النوم يمكن أن يتسبب أيضاً في استرجاع الأحلام .

كثرة الاستيقاظ في الليل، تجعل من السهل تذكر الأحلام ، على الأقل على المدى القصير.

الأحلام المزعجة والكوابيس تجعل الشخص يستيقظ في حالة ذعر ويتصبب عرقاً، وتزيد سرعة دقات قلبه، جالساً في السرير مرتبكاً تماماً بشأن ما حدث للتو وبالتالي تؤثر على جودة النوم.

 الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الإجهاد الذي يتبع الصدمة (PTSD)قد يرون كوابيس تنطوي على ذكريات الماضي، أو إعادة الصدمة بشكل مباشر أو رمزي، وبالتالي يمكن أن تؤثر هذه على جودة النوم والمزاج في اليوم التالي.

قد يكون التعب المفرط أثناء النهار علامة على مشاكل النوم التي تتطلب من الشخص طلب المساعدة، وإذا كانت الأحلام أو تذكر الأحلام ، تسبب التوتر للشخص أو القلق في أي وقت، فيجب التفذير بمراجعة طبيب.

في النهاية :

 لا يزال الباحثون غير متأكدين مما يسبب الحلم بالضبط، فمن المريح معرفة أن تذكر الحلم أمر شائع وصحي، وهذا لا يعني أن الشخص لا ينام جيداً، ولا يعني بالتأكيد أنه مجنون أو غير طبيعي.

على الرغم من الشعور بالتعب في بعض الأحيان عند الاستيقاظ من حلم مفصل، إلا أن تذكرها يبقي الأشياء ممتعة، ناهيك عن أنها تعطي بعض الأفكار الرائعة عن القصة.

اترك تعليقاً