أحلام القلق : الأسباب والمعنى والنصائح

أحلام القلق : الأسباب والمعنى والنصائح

 النوم الجيد ليلاً له فوائد كثيرة، خاصة بعد العمل الشاق، كما تمنحنا قيلولة بعد الظهر فرصة لإعادة شحن جسدنا لكي نستيقظ منتعشين ونشيطين ومستعدين ليوم آخر جديد.

يساعد النوم الجيد على الشعور بأننا أكثر قدرة على مواجهة الأيام العصيبة، ولكن عندما يتسلل القلق إلى أحلامنا، لانجد الراحة التي نبحث عنها في النوم.

أحلام القلق مزعجة جداً، فهي لا تعيق النوم فحسب، بل تزيد من التوتر والقلق في الصباح، وتجعلنا نقلق ونخاف من حدوث أمرٍ سيء.

إذا أردت أن تعرف أسباب أحلام القلق وهل من الممكن التحكم بها للحصول على نوم جيد تابع معنا آجوبة عن أسئلتك في المقال التالي:

لماذا يحدث حلم القلق

يشير حلم القلق باختصار إلى أي حلم يسبب التوتر أو الضيق.

قد نشعر بالذعر أو التوتر أثناء الحلم، وهذه المشاعر قد تستمر بعد الاستيقاظ وقد تستمر طوال اليوم.

الكوابيس غالباً ما تسبب مشاعر الرعب أكثر من القلق العام، لذلك تُعتبر الكوابيس أيضاً أحلام قلق، والقلق أثناء النهار يمكن أن يزيد من احتمالية رؤية الكوابيس.

الأسباب العامة لأحلام القلق والكوابيس ما يلي:

  • الخوف أو التوتر
  • التغييرات الجديدة في الحياة، خاصة تلك التي تسبب الضيق
  • أحداث صادمة
  • الأرق أو النوم المتقطع
  • تناول بعض المواد، مثل الكحول

ولكن كيف يثير القلق بالضبط الأحلام المزعجة؟

يظل العقل نشطاً أثناء النوم، يعمل على تنفيذ المهام المهمة التي تساعد على إنعاش الجسم والحفاظ على سير العمليات الأساسية .

يتضمن جزء من نشاط الدماغ الليلي أحياناً جلب الذكريات والأحاسيس سواء السيئة أو الجيدة وبالتالي، إذا تسببت أفكارك ومشاعرك الأخيرة في التوتر والخوف، فمن المحتمل أن ينعكس على أحلامنا .

الأبحاث تشير إلى أن القلق يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الضيق الليلي.

كما أثبتت الدراسات إن الأشخاص الذين يعانون من  اضطراب القلق العام لديهم أحلاماً سيئة أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون من القلق.

كما وجدوا أدلة تشير إلى أن الأحلام السيئة أدت إلى زيادة مشاعر القلق والاكتئاب لديهم أثناء النهار مما أثر على حياتهم بشكل سلبي.

ماذا تعني أحلام القلق؟

غالباً لا يكون للأحلام معنى كبير. قد تبدو بعض أحلامك واضحة  للغاية ولكن بها بعض العناصر غير واقعية، مثل أن تكون عارياً في العمل، أو لديك أجنحة، أو تتعامل مع أحد المشاهير.

الحلم بهذه الأشياء لا يعني أنها ستحدث، والأمر نفسه ينطبق على أحلام القلق.

ربما تحلم باستمرار بفقدان امتحان نهائي أو غش شريك لك، وعندما تستيقظ قد تشعر بالرعب من تحول هذه الأحلام إلى حقيقة.

رغم ذلك، لا تدل هذه الأحلام على أي شيء عميق، ربما هي بعض مخاوف العقل الباطن من حدوث هذه الأشياء.

استكشاف الأحلام هو مجال واسع للدراسة، وهناك العديد من النظريات حول ما يمكن أن تعنيه الأحلام. ومع ذلك، لا يوجد بحث علمي يدعم فكرة أن الأحلام يمكن أن تتنبأ بالأحداث المستقبلية.

لذلك، إذا لاحظت زيادة طفيفة في الأحلام المقلقة، خاصة قبل حدث مهم، فمن المحتمل أن يكون عقلك على دراية بالتوتر الذي تواجهه.

كيف نعود إلى النوم بعد حلم سيء

ليس من السهل دائماً النوم بعد الاستيقاظ من حلم سيئ، ولكن هناك بعض الأشياء التي قد تساعدك في الحصول على قسط من الراحة:

1- تجربة شيء يبعث على الاسترخاء

يمكن أن يساعد نشاط الاسترخاء في إعادة العقل إلى وضع النوم، بشرط ألاّ يكونهذا النشاط مملاً، ولا يوقظك مرة أخرى، مثل :

  • تناول مشروب دافئ
  • الاستماع إلى موسيقى هادئة
  • بودكاست مهدئ
  • قراءة كتاب مفضل أو كتاب بخطى بطيئة
  • ممارسة تمارين التنفس أو التأمل
  • إبقاء الأضواء خافتة ومحاولة تجنب مشاهدة التلفزيون وتجنب التواصل على الهاتف، لأن ذلك يمكن أن يوقظك أكثر.
  • تساعد مقاطع الفيديو ASMR العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم المرتبطة بالقلق على الاسترخاء.

2- الاستيقاظ

لا تبق في السرير، إذا طال الوقت ولم تستطع النوم مرة أخرى، لأنك ستشعر بالإحباط والانزعاج عندما لا تتمكن من العودة إلى النوم، وهذا غالباً ما يزيد الأمور سوءاً.

 ننصح بشرب الماء أو المشي في أرجاء المنزل أو أخذ حماماً دافئاً، ولاتعد إلى الفراش حتى تبدأ في الشعور بالنعاس مرة أخرى.

3- لا تنظر إلى الساعة

ستشعر بالقلق والتوتر أكثر من الحلم ذاته وسيزيد شعورك بالإحباط إذا راقبت الساعة ومرّٓ الكثير من الوقت ومازلت مستيقظاً وفاتك النوم

لذلك إذا كان لديك أحلام القلق، تحقق من ساعتك أو هاتفك مرة واحدة  فقط عند الاستيقاظ لتجنب زيادة التوتر، وستكون العودة إلى النوم أسهل إذا لم تكن تقلق بشأن الوقت أو المدة التي استيقظت فيها.

كيف نحد من القلق للحصول على نوم أفضل

 لا يمكننا دائماً تجنب القلق، ولكن يمكننا فعل الكثير للتحكم بالأفكار التي تسبب القلق.

الحد من القلق أثناء النهار يفيد الصحة بشكل عام، ويساعد أيضاً في الحصول على نوم أفضل.

1- البدء بنشاط روتيني مهدئ قبل النوم

 القيام بنشاط روتيني يساعد على الاسترخاء قبل النوم  وبالتالي الحصول على نوم أفضل.

  • إيقاف تشغيل التلفزيون والكمبيوتر
  • وضع الهاتف جانباً قبل النوم بساعة تقريباً
  • محاولة القراءة
  • سماع أغاني
  • التأمل
  •  أخذ حمام
  • تدوين اليوميات قبل النوم  تساعد في التخلص من الأفكار المجهدة أو السلبية.
  • دع عقلك يتجول في الأفكار الإيجابية، مثل الأشخاص أو الأماكن التي تحبها، أو الأشياء الجيدة في يومك، أو الأشياء التي تقدرها في الحياة.

2- تجنب الأنشطة المجهدة أو المزعجة قبل النوم

تجنب القيام ببعض الأمور قبل النوم مباشرة التي من الممكن أن تجعلك في حالة توتر مثل مراجعة أموالك أو قراءة رسالة بريد إلكتروني مؤلمة من أحد أفراد أسرتك، وذلك لكي تبعدها عن تفكيرك وتحظى بالراحة المطلوبة.

قم بهذه الأمور في وقت مبكر  واتبعها بهواية تستمتع بها أو بشيء آخر يجعلك تشعر بتحسن، مثل قضاء الوقت مع أفضل صديق لك أو شريك رومانسي.

يمكن أن يساعد القيام بشيء إيجابي في تخفيف القلق وإعادة ضبط حالتك المزاجية.

3- تخصيص وقت لممارسة الرياضة

للتمرين الكثير من الفوائد، بما في ذلك تحسين النوم، فإضافة 30 دقيقة فقط من التمارين الرياضية المعتدلة إلى يومك تساعدك في الحصول على نوم أفضل :

  • المشي السريع
  • السباحة
  • ركوب الدراجات
  • مشي على الأقدام

حاول القيام بهذه التمارين قبل ساعة على الأقل من الخلود إلى الفراش.

4- تكلم عن الحلم

إذا كان لديك حلم قلق يتكرر دائماً ، فإن إخبار شخص ما عنه يمكن أن يساعدك، فغالباً ما تؤدي مشاركة الأشياء التي تخيفك أو تزعجك مع شخص تثق به إلى التقليل من تأثير هذه المشاعر وتخفيف العبء وبالتالي الحصول على نوم أفضل .

متى تستشير الطبيب

يمكن أن تحدث أحلام أو كوابيس قلق متكررة ومزعجة أحياناً بسبب:

  • اضطرابات النوم
  • اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)
  • مرض السرطان
  • مرض القلب
  • الاكتئاب

إذا كانت أحلامك تُقلق راحتك وتؤثر على حياتك اليومية، ابدأ بالتحدث إلى مقدم الرعاية الأولية الخاص بك، والذي يمكنه استبعاد أي حالات طبية.

يمكن أن يساعدك التحدث إلى المعالج أيضاً على البدء في معالجة القلق أثناء الاستيقاظ أو التوتر أو أي أعراض أخرى، بحيث يقترح علاج للقلق ويمكن أن يؤدي إلى عدد أقل من الأحلام السيئة.

ننضح بطلب الدعم إذا بدأت الأعراض في التأثير على عملك أو علاقاتك أو حياتك بشكل عام.

اترك تعليقاً