الميلاتونين والأحلام – هل هو السبب بأن تحلم أحلاماً غريبة؟

الميلاتونين والأحلام – هل هو السبب بأن تحلم أحلاماً غريبة؟

الميلاتونين هو هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي في الغدة الصنوبرية، والغدة الصنوبرية عبارة عن عضو دائري صغير في مركز الدماغ مسؤول عن استخدام هرمون يسمى السيروتونين للمساعدة في تنظيم النوم.

يتم تصنيع الميلاتونين في نظام الغدد الصماء من السيروتونين وهو هرمون رئيسي مرتبط بإيقاع الساعة البيولوجية، مما يساعد على النوم والاستيقاظ كل يوم.

أشارت أبحاث أخرى إلى تأثير جانبي رائع للميلاتونين: أحلام غريبة وواضحة قد لا نراها بدون زيادة الميلاتونين قبل النوم.

إذن ما العلاقة بين الميلاتونين والأحلام، وهل يسبّب الكوابيس، وماذا يحدث في العقل وما الآثار الجانبية الأخرى لمكملات الميلاتونين؟؟

الميلاتونين والأحلام

تقول بعض الدراسات أنّ الميلاتونين قد يكون في الواقع علاجاً للأشخاص الذين يعانون من الهلوسة المؤلمة في الليل.

الميلاتونين والهلوسة:

يوجد أشخاص يعانون من رؤى مخيفة وسماع أشياء غريبة في الليل ولكنها تختفي عندما تُضاء الأضواء.

وجد الباحثون أنّ تناول 5 ملليجرام (ملغ) من الميلاتونين المتأخر يساعد في تقليل عدد المرات التي عانى فيها هؤلاء الأشخاص من الهلوسة.

والغريب أنّ تناول أقل من 5 ملغ لم يكن له أي تأثير تقريباً على الحدّ من الهلوسة، مما يشير إلى أنّ 5 ملغ كانت كمية كافية لمكافحة آثار الذعر الليلي.

الميلاتونين ومعالجة الذاكرة:

أثبتت الدراسات أنّ الميلاتونين يشارك في عمليات الدماغ المسؤولة عن تخزين ومحو الذكريات الحديثة للأحلام.

وجدت الدراسة أنه عندما تكون في حالة نوم حركة العين السريعة (REM)، فإنّ الميلاتونين يطلق مادة تسمى فاسوتوسين، والتي تساعد العقل على محو الذكريات أثناء الحلم.

خلال هذا الوقت من دورة النوم، يكون لدينا أنواع من الأحلام الحية التي نتذكرها كثيراً، ويمكن أن يؤدي تناول المزيد من الميلاتونين إلى زيادة كمية الفاسوتوسين التي تُطلق في الدماغ، مما يؤدي إلى فترات أطول من النوم، ومحو ذكريات الحلم.

يمحو الدماغ ذكريات الأحلام بمجرد الاستيقاظ، حتى يتمكن العقل من التمييز بين الأحداث التي تكون في الحلم والأحداث التي تحدث في الواقع، بينما في دماغ الشخص المصاب بالفصام، لا يتم إطلاق الفازوتوسين دائماً بشكل صحيح بواسطة الميلاتونين أثناء النوم، وهذا يعني أنّ ذكريات الأحلام لا تمحى عندما يستيقظ، مما يُضعف قدرة الدماغ لديه على التمييز بين الحلم والواقع.

إذن للميلاتونين دور كبير في تخزين ذكريات وأحداث الحلم أو محوها، وهذا يعني أنّ أيّ تغيير في مستويات الميلاتونين – من تناول المكملات الغذائية أو نقصها – يمكن أن يؤثر على تذكّر الأحلام أو محوها، وأيضاً التفريق بين الحلم والحقيقة.

الميلاتونين ونوعية النوم:

وجدت الدراسات أنّ الميلاتونين يحسّن من نوعية النوم، ويزيد من إجمالي وقت النوم، وله دور إيجابي في حالات اضطراب الرحلات الجوية الطويلة عن طريق مزامنة ساعة الجسم الداخلية مع منطقة زمنية جديدة.

لذلك نجد بأنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لا يتذكرون الأحلام بسبب قلة نوم حركة العين السريعة، وقد يمنحهم الميلاتونين الإضافي المزيد من الفرص للحصول على نوم حركة العين السريعة الغني بالأحلام.

الميلاتونين والزهايمر:

وجدت بعض الدراسات علاقة بين الميلاتونين والنوم لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، بالإضافة إلى حالات أخرى مثل اضطراب طيف التوحد والأرق وارتفاع ضغط الدم أثناء النوم.

ووجدت الدراسة أنّ انخفاض الميلاتونين التي يتم إطلاقه ليلاً لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وهذه الحالات الأخرى، تتداخل مع دورة النوم وتجعل الأعراض أكثر حدّة وتعطيلاً في حياتهم اليومية.

لكن تناول المزيد من الميلاتونين يمكن أن يساعد في مكافحة هذه الأعراض، وتعزيز الإيقاع الطبيعي لدورة النوم، مما يؤدي إلى المزيد من فرص نوم حركة العين السريعة والأحلام الواضحة.

ولكن نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج.

الميلاتونين والكوابيس

هناك القليل من الأبحاث التي تشير إلى زيادة نوبات الكوابيس عندما نتناول المزيد من الميلاتونين، على الرغم من أنّ تناول الميلاتونين نفسه لم يكن بالضرورة مصدراً للكوابيس.

نظرت هذه الدراسة في حالة الشخص المصاب بالأرق الذي بدأ في تناول دواء يسمى ramelteon، والذي يتفاعل مباشرة مع المستقبلات في الدماغ التي تسمح للميلاتونين بتعزيز دورة النوم الطبيعية.

بعد فترة وجيزة من تناول الراميلتون، أبلغ الشخص عن حدوث كوابيس شديدة، وتوقفت الكوابيس على الفور تقريباً بعد أن طلب منه طبيبه التوقف عن تناول الراميلتون.

تشير هذه الحالة إلى أنّ الميلاتونين متورط بشكل مباشر في العمليات التي تتحكم بالأحلام أو الكوابيس أثناء نوم حركة العين السريعة، وتعترف الدراسة بأنّ السبب الدقيق لهذا الرابط غير واضح، وأنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث لشرح سبب حدوث ذلك.

إذن ليس من الواضح تماماً سبب تأثير مستويات الميلاتونين في الجسم بشكل مباشر على عدد المرات التي نحلم بها ومدى حيوية هذه الأحلام أو شدتها.

الميلاتونين والفازوتوسين:

يشارك الفازوتوسين بشكل مباشر في تنظيم نوم حركة العين السريعة، وقد تؤثر كميات الميلاتونين المتزايدة على كمية الفازوتوسين التي تدخل الجسم، نتيجة لذلك، قد يؤثّر ذلك على مدى عمق النوم وعدد الأحلام.

 الميلاتونين والأعراض الجانبية:

لا توجد أدلة كثيرة على أنّ تناول الميلاتونين، حتى وإن كان بمستويات عالية، يسبّب أي آثار جانبية ضارة أو خطيرة أو طويلة المدى، ولكن تمّ توثيق بعض الآثار الجانبية.

أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لتناول الميلاتونين هو الشعور بالنعاس أثناء النهار.

النعاس أثناء النهار ليس أثراً جانبياً للميلاتونين بالمعنى الحقيقي للكلمة، لأنّ هذا يعني أنّ المكمل يؤدي وظيفته، يمكن أن يساعدك الميلاتونين على النوم بشكل أفضل في الليل، لكن الميلاتونين الإضافي يمكن أن يجعلك تشعر بالنعاس طوال اليوم.

تشمل الآثار الجانبية الأخرى المبلغ عنها والتي تستحق النظر قبل تناول الميلاتونين ما يلي:

  • الصداع
  • الدوخة
  • الغثيان
  • الاكتئاب
  • رجفة في اليدين
  • القلق
  • المغص
  • التهيج
  • الشعور بالارتباك
  • ضغط دم منخفض
  • انخفاض طفيف في درجة حرارة الجسم يمكن أن يجعل من الصعب البقاء دافئاً.

قد يتفاعل الميلاتونين أيضاً مع الأدوية الأخرى، وخاصة الحبوب المنومة، والتي يمكن أن تؤثر على الذاكرة واستجابة العضلات أثناء القيام بمهام مثل القيادة.

الملخص

لا يوجد دليل قاطع على كيفية تأثر الأحلام بتناول مكملات الميلاتونين.

هناك صلة قوية بين الميلاتونين والفازوتوسين الذي يطلقه أثناء النوم، مما يسمح بالحلم وتنظيم الذكريات.

لذلك ليس من قبيل الصدفة أن نلاحظ أي تغييرات في الأحلام بعد أن نبدأ في تناول الميلاتونين أو أي أدوية تؤثر على كيفية إنتاج الجسم للميلاتونين.

اترك تعليقاً