الاحلام التي تتنبأ بالمستقبل


الاحلام التي تتنبأ بالمستقبل

ما خطب الأحلام التي يبدو أنها تتنبأ بالمستقبل؟

يمكن أن توفر الأحلام الكثير من المعلومات حول حالتنا الذهنية الحالية والمخاوف والآمال في المستقبل، لكن هل يمكنها فعلاً توقع أشياء لم تحدث بعد؟

الأحلام المعرفية، هي أي أحلام تمنحنا معلومات حول المستقبل الذي لم نكن لنعرفه إلا من خلالها.

أحياناً نحلم بأخ لنا بعيد لم نسمع عنه منذ شهور، فجأة في اليوم التالي يتصل بنا.

أو ربما نستيقظ من حلم وتكون مشاعرنا غير سارة، مثل الشعور بالرعب أو خيبة أمل، لا يبدو هذا له معنى حتى يخيفنا شيء ما أو يخيب ظننا بعد وقت قصير، على الرغم من عدم تذكر أي تفاصيل محددة عن الحلم.

تابع القراءة معنا لمعرفة المزيد حول التفسيرات العلمية المحتملة لهذه الأحلام وكيفية التعامل معها.

أمثلة شهيرة

في حين أن البحث العلمي لم يعثر على دليل يدعم فكرة الأحلام ، ولكن الناس عادة ما يربطون الحلم بأحداث أو ظروف حدثت لاحقاً.

أمثلة شهيرة :

الانهيار الأرضي أبرفان

قُتل ما يُقارب من 150 طفلاً وبالغاً في عام 1966 عندما دفنت نفايات من منجم فحم في مدرسة في جنوب ويلز.

عندما زار طبيب نفسي المدينة وتحدث إلى العديد من السكان، أدرك أن العديد منهم قد عانوا من الهواجس بشأن الكارثة.

حتى أن بعض الأطفال الذين ماتوا ذكروا أحلاماً وهواجس الموت في الأيام التي سبقت الانهيار الأرضي.

وفي إحدى الصحف اللندنية، طُلب من أي شخص عانى من هاجس قبل الانهيار الأرضي أن يرسلها عبر حساباً مكتوباً، وحصلت الصحيفة على أكثر من 60 رداً، النصف تقريباً ذكروا أحلام عن الكارثة.

وفاة الرئيس لينكولن

قبل حوالي أسبوعين من اغتياله، روى الرئيس أبراهام لنكولن حلماً حديثاً لزوجته وعدد قليل من أصدقائه.

كان يحلم بالسير في البيت الأبيض حتى عثر على جثته، وحرسها راقد في الناحية الشرقية، بالضبط حيث استراح نعشه بعد وفاته.

المعالج النفسي كارل يونغ

أفادنا يونغ، أحد المؤسسين الرئيسيين للعلاج النفسي الحديث، عن العديد من الأحلام والتجارب المسبقة الشخصية.

ظهر أحد أحلامه ليحذره من وفاة والدته، كما وصف سلسلة من ثلاثة أحلام في أوائل عام 1914 تضمنت آحلام عن أوروبا مظلمة وكارثية، وقد تم ربط هذه الأحلام فيما بعد ببداية الحرب العالمية الأولى.

ما مدى شيوع هذه الأحلام التي تتنبأ بالمستقبل ؟

تشير بعض الأبحاث إلى أن ما يصل إلى ثلث الأشخاص أبلغوا عن تجارب على شكل أحلام تنبأت بالمستقبل وأصبحت حقيقة.

وفقاً لعلم النفس اليوم، وضعت الدراسات غير الرسمية رقماً أعلى من ذلك بكثير، مما يشير إلى أن حوالي نصف السكان لديهم نوع من الأحلام التي تتنبأ بالمستقبل.

 يميل الأشخاص الذين لديهم إيمان قوي بالتجارب النفسية والأحلام التنبؤية، إلى أن يكون لديهم احتمالية أكبر لتفسير الأحلام على أنها تنبؤية.

من جهة أخرى، من المحتمل ألا يفكر الأشخاص الذين لا يؤمنون بالتجارب النفسية في إمكانية توقع أحلامهم للمستقبل.

باختصار، لا توجد طريقة لتحديد عدد مرات حدوث الأحلام التنبؤية، أو حتى ما إذا كانت تحدث بالفعل، لحين توسع الأبحاث وتكون أكثر شمولية.

ماذا يمكن أن يكون وراء الأحلام التنبؤية؟

لم يعثر العلم على دليل يدعم فكرة الأحلام التي تتنبأ بالمستقبل، ولكن وجد الخبراء بعض التفسيرات البديلة لها.

1- استدعاء انتقائي

  عندما يبدو أن حدثاً في حياتك اليومية يشابه شيئاً حدث في الحلم، فمن المرجح أن تتذكر أوجه التشابه بدلاً من ملاحظة الاختلافات بين الحلم والحدث الواقعي هذا مايسمى استدعاء انتقائي.

لنفترض أنك رأيت حلماً طويلاً ومعقداً حول الذهاب في نزهة في الغابة، والضياع، وفقدان حذائك، وتفويت حفلة عيد ميلاد صديقك المفضل، بعد أيام قليلة من الحلم  تترك حذائك في الرمال على الشاطئ ويبعده المد.

على الرغم من تحقق جزء صغير فقط من الحلم، يركز عقلك على الجزء الذي حدث بشكل صحيح، لهذا السبب يبدو أن حلمك يتنبأ بحذائك المفقود، على الرغم من عدم ملاءمة أي من التفاصيل الأخرى للواقع.

2- مثال من الحياة الواقعية:

عندما نستيقظ من حلم بالقتال مع شخص ما، نتذكر الشعور بالغضب الشديد، في الليلة التالية نحلم بالشعور بالحزن الشديد، على الرغم من أنه لا يمكننا تذكر الكثير من التفاصيل، إلا إننا نتذكر البكاء.

بعد أيام قليلة، إذا تعرضنا لحادث سيارة ولم يتأذى أحد، ولكن السيارة الجديدة فقط تعرضت لضربة، نشعر بالغضب والحزن على السيارة، عندها نعيد التفكير في تلك الأحلام التي راودتنا.

بالتأكيد، سوف نتوقع وقوع الحادث، لكن لا يوجد رابط بشكل مباشر.

الغضب والحزن مشاعر شائعة لدينا، وإذا ظهرت هذه المشاعر خلال يومنا ، فإنها تظهر في أحلامنا أيضاً.

3- الصدفة

من أحد العوامل المحتملة في الأحلام التي تتنبأ في المستقبل هو المصادفة البسيطة.

أحياناً يكون لدينا الكثير من الأحلام  في مواضيع متنوعة على نطاق واسع على مدار حياتنا، من الطبيعي أن يتطابق شيء ما في حياتنا أحياناً.

هذا ليس أمراً طبيعياً فحسب، بل إنه سيحدث إلى حد كبير في مرحلة ما، وكلما زاد عدد الأحلام التي نتذكرها، زادت الفرصة في توافقه مع الواقع.

4- اتصالات اللاوعي

من الشائع جداً أن نحلم بالأشياء التي نفكر فيها كثيراً، خاصة الأشياء التي تثير مشاعر القلق لدينا.

إذا كنا نحلم بالانفصال عن الشريك ثم تم الانفصال بالفعل، نتذكر الحلم على الفور، لأن الانفصال بشكل عام لا يأتي من العدم.

ربما تكون هناك  بعض المشاكل التي جعلتنا في حالة قلق من الانفصال، حتى لو لم نقلق بشكل فعال، فإن العوامل المساهمة لا تزال موجودة، لذلك من الممكن أن يأتي الحلم من حالة الوعي بهذه المشاكل.

يمكن للعقل أيضاً إجراء اتصالات ليس لدينا أي وعي بها، ويمكن أن تظهر هذه في أحلامنا.

عند الحلم بنار مروعة، نستيقظ لنقرأ على وسائل التواصل الاجتماعي أن المكتبة المحلية اشتعلت فيها النيران في منتصف الليل بعد أن ضرب البرق شجرة قريبة.

وإذا كان الصيف ونعيش في منطقة جافة معرضة للحرائق، فقد يفسر ذلك سبب وجود النار في ذهننا، أو ربما سمعنا تقرير عن الطقس يتنبأ بالعواصف مع فرصة كبيرة لحدوث البرق، عندها يربط دماغنا البرق بالنار.

هل هناك أي طريقة لإيقاف الأحلام التنبؤية؟

 عندما تحدث أشياء سيئة من حولنا، فمن المرجح أن يكون لدينا أحلام تعكس هذا الاضطراب الداخلي، وعندما نواجه العديد من الظروف السيئة وغير السارة في وقت واحد، في حياتنا الشخصية أو في الواقع بشكل عام، فمن المرجح أن نحلم بشيء مشابه.

وهذا يعكس بشكل كبير مدى عمق تجارب الحياة التي يمكن أن تؤثر على وعينا.

الأحلام المستمرة والمقلقة يمكن أن تمنعنا من الحصول على قسط كافٍ من النوم، مما يجعلنا بحالة سيئة، وبحالة قلق أثناء النهار، لذلك يجب أن نحظى بنوم مريح .

قد لا نتمكن من التوقف عن الحلم تماماً، ولكن يمكننا معالجة التوتر وبالتالي تقليل الكوابيس.

يمكن أن يساعد تقليل التوتر في حياتنا في الحصول على نوم أفضل، لذلك عندما نشعر بالوحدة أو الحزن أو التأثر العميق بالأحداث الجارية، ننصح بالتحدث إلى المعالج.

يمكن أن يساعد العلاج في تعلم كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة، وبالتالي الحصول على راحة أفضل بعد ليلة من النوم الهادئ.

في النهاية

هل الأحلام التي تتنبأ بالمستقبل يمكن أن تكون حقيقية؟

الجواب المختصر: من يدري؟ يقدم البحث العلمي العديد من التفسيرات المحتملة، لكن الخبراء ما زالوا لا يفهمون تماماً دور الأحلام.

لذلك لندع أحلامنا تخبرنا بما نريد، ولكن عندما تؤثر على راحتنا، علينا اللجوء إلى بعض عادات النوم الجديدة والجيدة.

انظر أيضا

أحلام متعلقة


حول الموقع

يتم نشر جميع المعلومات الواردة في هذا الموقع بحسن نية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لا نقدم أي ضمانات حول اكتمال وموثوقية ودقة هذه المعلومات.

لا يهدف هذا الموقع إلى تقديم أي مشورة طبية أو صحية أو نفسية أو قانونية أو مالية أو غيرها من الاستشارات المهنية أو التشخيص أو العلاج.