ماذا تعني أحلام المطاردة؟
في بعض الأحيان يستيقظ الحالم من نومه وهو يتصبّب عرقاً، وضربات قلبه تخفق بقوة، لأنّ هناك من يطارده، لكن عضلاته في حالة استرخاء لأنه أدرك أنه كان مجرد حلم. وقد تمرّ ساعات قبل أن يتمكن من التخلص من هذا الشعور، فإنّ أحلام المطاردة مقلقة جداً، ولكننا نسأل أنفسنا، هل لهذه الأحلام أهمية، وهل هناك طريقة لإيقافها؟
أسباب المطاردة في المنام؟
على الرغم من وجود العديد من النظريات، إلا أنّ العلم لم يكن قادراً على الاستقرار على سبب الأحلام بالضبط أو ما تعنيه، لكن يمكننا وضع بعض الافتراضات المعقولة حول أحلامنا بناءً على التجربة الشخصية.
إنَّ التوتر والنوم القليل مرتبطان ببعضهما البعض، والتوتر يمكن أن يؤدي إلى الأحلام والكوابيس.
إنّ المطاردة في المنام حدثٌ مرهقٌ وهو أحد أكثر موضوعات الأحلام شيوعاً خاصة عند الأطفال.
أهم أسباب الحلم المتكرر بالمطاردة هي:
- القلق بشأن شيء ما في الحاضر.
- المعاناة من ضغوط شديدة أو مستمرة.
- القلق بشأن المستقبل.
- الرغبة في تجنّب شيء أو شخص وعدم مواجهته.
- كثرة المسؤوليات.
هل تفاصيل حلم المطاردة مهمة؟
المحللان النفسيان المشهوران سيغموند فرويد وكارل يونغ من بين أولئك الذين اعتقدوا أنّ الأحلام تحمل معنى عظيماً، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنّ معاني الأحلام يمكن أن تكون أداة علاجية فعالة.
لا يوجد إجماع علمي على المعنى الحقيقي وراء تفاصيل الحلم، حيث أنّ التفاصيل ليست هي التي توفّر المعنى بقدر أهمية ردة فعل الحالم على ما يحدث في الحلم.
بعض الحالمين يعرفون غريزياً معنى المطاردة في حلمهم ويستطيعون فك الشيفرة، ولكن الكثير لا يستطيعون معرفة المعنى الحقيقي للمطاردة رغم وجود تفاصيل كثيرة في المنام.
هل يمكنك تجنّب أو منع أحلام المطاردة؟
احتفظ بقلم وورقة بجانب سريرك وقم بتدوين أحلامك بمجرد استيقاظك، فإذا كنت تحلم كثيراً بأنّه تتمّ مطاردتك، فكّر في ما يعنيه هذا الحلم في حياتك:
- هل تشعر بأنك مطارد؟
- هل هناك شيء تخافه بشكل خاص؟
- هل هناك حدث أو شخص قادم تفضّل تجنّبه؟
- هل تعاني من علاقة أو لديك صراع داخلي؟
- هل هناك شيء في ماضيك تخشى أن يعود أو يسبّب لك القلق؟
فكّر في ما يحيط بك في الحلم، والأشخاص المألوفين أو الأشياء، وماذا تعني لك شخصياً، فكّر في المشاعر التي تسيطر عليك في الحلم.
بالتأكيد لا يمكنك التحكم في أحلامك تماماً، لكن قد تكون قادراً على الكشف عن مصدر الأحلام المرتبطة بالتوتر، وهنا يجب التخلص من سبب التوتر.
إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للتخفيف من التوتر ولتجنّب أحلام المطاردة:
- لا تأكل أو تمارس الرياضة أو تفعل أي شيء مرهق قبل النوم بساعة.
- استرخِ عن طريق الانخراط في أنشطة مهدئة قبل النوم.
- تعلّم بعض تمارين التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء الأخرى.
- أبقِ عوامل الضغط مثل العمل والفوضى والأجهزة الإلكترونية بعيداً عن غرفة النوم.
- إذا استيقظت وأنت تشعر بالتوتر بعد الحلم، اترك غرفة النوم حتى تشعر بالنعاس مرة أخرى.
إذا كانت لديك أحلام مرتبطة بالتوتر بشكل متكرر، فقد يكون من المفيد النظر في أسباب التوتر في حياتك، حيث يؤثر الإجهاد المطول على الصحة جسدياً وعقلياً.
إذا كنت لا تنام جيداً أو لا تستطيع التعامل مع القلق بمفردك، فاستشر الطبيب، لأنه يمكن أن تكون الكوابيس أحياناً أحد أعراض اضطراب النوم، قد يكون المعالج قادراً على مساعدتك في فرز المشاعر التي تسبّبها الكوابيس المستمرة.
كيف تعمل الأحلام
الأحلام هي عروض إبداعية، لكنها غير منطقية، تستحضرها أدمغتنا عندما ننام. يمكننا أن نحلم في أي وقت، ولكن معظم الأحلام تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة (REM).
في بعض الأحيان تتذكر الأحلام بوضوح تام، في بعض الأحيان، قد تنسى الحلم ولكن تبقى المشاعر التي شعرت بها أثناء الحلم.
ربما يكون أغرب ما في الأمر هو الحلم الواضح، الذي تدرك فيه أنك تحلم، حتى لو كنت تعتقد أنك لا تحلم، فمن المحتمل أن تكون مجرد حالة عدم قدرتك على تذكرها.
لماذا نحلم بالتحديد يظلّ هذا السؤال لغزاً إلى حدّ ما، قد تكون طريقة لفرز المشكلات، أو حفظ الذكريات، أو إنذار من خطر ما.
الخلاصة:
المطاردة تُعتبر من الأحلام الشائعة، خاصة بين الأطفال، مثل الكوابيس الأخرى، قد تكون بسبب التوتر أو القلق.
معظم الناس لديهم أحلام من هذا النوع في بعض الأحيان، على الرغم من أنها قد تكون مزعجة، فلا داعي للقلق، فهذه الأحلام ستتوقف عندما يتوقف القلق والتوتر.
ولكن إذا كنت تعاني من الكوابيس في كثير من الأحيان، فقد حان الوقت لتقييم الضغوطات في حياتك، بمجرد التعرف عليها، يمكنك البدء في التعامل معها، وهذا سيسمح لك بوضع حدّ للمطاردة في المنام والحصول على نوم جيد.
قم بزيارة الطبيب إذا كنت لا تنام جيداً أو إذا كنت تشعر بآثار الإجهاد.