لماذا الأحلام مهمة – وماهو رأي العلم؟

لماذا الأحلام مهمة – وماهو رأي العلم؟

ما الذي تقوله أحلامك عنك – وكيف تسخرها في حياتك.

عندما تحلم أحلام غريبة مثل : (الجلوس  في الصف الخلفي في حفل زفاف حبيبة سابقة، على أمل أن لايراك أحد، لكنك تدرك بعد ذلك إنك عارٍ من ملابسك، أو تحلم بأنك تفتح فمك لتقديم عرض تقديمي كبير في العمل، وفجأة تتساقط جميع أسنانك) ثم تستيقظ وتدرك أنك كنت تحلم، تتلاشى الصور بسرعة، لكن المشاعر التي تنتابنا تلازمنا حتى الصباح.

 الجميع يحلم، وإن كانت جميع الاحلام ذات موضوعات مشتركة ومتشابهة، إلا إن كل حلم هو قصة فردية وشخصية، تنسجها أجزاء من الذاكرة والخيال والعاطفة .

على الرغم من أن الخبراء لديهم نظريات مقنعة عن الآحلام، إلا أن بعض التساؤلات  لماذا نحلم وما تعنيه الأحلام هذا غير مفهوم جيداً، ولكن يجب علينا ألا نتجاهل الأحلام باعتبارها أفلاماً عقلية غريبة، كما إنه يمكننا استخدامها للاستفادة من الأفكار ودلائلها ومعناها في حياتنا.

قاموس الحلم

لا يثبت الطب والعلم المسند بالبراهين دوره وشرعيته في تفسير الأحلام، ومع ذلك هناك بعض التفسيرات المقبولة على نطاق واسع للمواضيع (ولكن لم يتم إثباتها علمياً) مثل :

1- المطاردة :

قد تعني إنك تتجنب مشكلة أو تتجنب شخص تشعر أنه يحاول إيذائك، مما يستوجب عليك الهروب.

2- حلم السقوط

إذا كنت خائفاً في الحلم، قد يعني ذلك أنك غير قادر على السيطرة على الموقف .

3- حلم التواجد في المدرسة

هذا يدل على إنك قد تكون لديك مشكلات لم يتم حلها، أو تشعر أنك غير مستعد لشيء مهم.

4- حلم التحليق أو الطيران

قد يدل على إنك تشعر بالحرية، خاصة إذا كان بإمكانك التحكم في مسار الرحلة في الحلم، وغالباً ما يتم تفسير الطيران بشكل إيجابي على أنه التحرر من العقبات.

5- التأخر :

قد تمثل الأحلام حول التأخر عن القطارات أو الطائرات أو الحافلات  فرصة ضائعة، ويمكن أن تكون هذه الاحلام مرتبطة بالخوف من عدم الوفاء بالوعود، أو انعدام الأمن العام.

6- التعرض للضغط في العمل

تحدث هذه الأحلام بسب القلق بعد التعرض لمواقف في العمل، ربما بشأن إفساد عرض تقديمي كبير أو تفويت موعد نهائي.

7- سقوط الأسنان

غالباً ما يعكس فقدان الأسنان في الحلم، أو كسر العظام، أو مواجهة بعض المشكلات الصحة والبدنية الأخرى فقدان شيء على المستوى الشخصي، او ربما يشير إلى القلق بشأن التغييرات في المستقبل.

8- رؤية شخص مات

يعتمد تفسير هذه الأحلام على ما تشعر به تجاه هذا الشخص، أو يعكس إنك ما زلت في حالة حداد، وقد يدل على أنك تحمل مشاعر سيئة بداخلك تجاه شخص جرحك أو تسبب لك بالخوف.

 9- أحلام ممارسة الجنس:

هذه الأحلام شائعة جداً، وقد تشير إلى إثارة جنسية طبيعية أو رغبة في مزيد من العلاقة الحميمة والتواصل.

10- أن ترى نفسك عارياً:

تعكس هذه الأحلام مشاعر عدم الأمان أو الضعف أو الحكم عليك (خاصة إذا كان الأشخاص من حولك في حلمك يرتدون ملابس كاملة).

11- حلم التخلي عنك:

إذا كنت تشعر بالارتياح لكونك وحيداً في حلمك، يكون تفسير حلم التخلي على أنه خطوة نحو الاستقلالية، أما إذا شعرت بالإهمال وعدم الاهتمام وإنك خارج السرب، فقد يعكس ذلك شعورك الحقيقي بالإهمال أو عدم تواجدك في الحياة اليومية.

رأي علم النفس وعلم الأعصاب في الأحلام

الأحلام تسمح للناس باسترجاع الذكريات ومعالجة المعلومات الجديدة.

يعمل النوم والحلم على مساعدة الدماغ في إجراء الاتصالات وحل المشكلات وتغيير وجهات النظر، وكلها عوامل أساسية في العملية الإبداعية، حتى أنها قد تلعب دوراً في المرونة العصبية، والتي تشير إلى قدرة العقل على التكيف جسدياً  بشكل فعال.

 نعلم أن الدماغ قادر على التكيف عند حدوث تغييرات جديدة، على سبيل المثال، غالباً ما يعاني الأشخاص الذين يفقدون بصرهم من تكثيف باقي الحواس للتكيف مع أدمغتهم.

عندما ننام، يكون العقل مستيقظاً تماماً مثل المناطق النشطة في الدماغ ( الحصين واللوزة والقشرة البصرية) وهي المسؤولة عن معالجة الذكريات والعواطف والصور .

إحدى النظريات السائدة في الابحاث، تقول إن الأحلام هي وسيلة لتنظيم الكمية الهائلة من المعلومات التي يتم تلقيها خلال النهار، ودمجها مع توقعات في المستقبل.

في علم النفس وعلم الأعصاب هناك دليل على أن جزء من الذاكرة تُستخدم بطريقة معينة، لإرشادنا إلى بعض الأحداث التي ستحدث في المستقبل.

في إحدى الدراسات تبين إن حوالي 53 بالمائة من الأحلام، كانت مرتبطة بالذاكرة، بينما 25 بالمائة كانت مرتبطة بأحداث وشيكة الحدوث، وحوالي 37 بالمائة من الأحلام التي تتضمن حدثاً مستقبلياً تضمنت ذكريات التجارب السابقة أيضاً، وكان هذا بشكل خاص للأحلام الطويلة.

عند ممارسة بعض الانشطة الجديدة في حياتنا التي لم نمارسها من قبل مثل ممارسة اليوجا وحل الكلمات المتقاطعة، فسوف نرى أحلام تتضمن تلك الأنشطة.

فيزيولوجيا الحلم

إذا أردنا الاستفادة من الرؤى الليلية لرؤية أحلام حول حياتنا، من المفيد أن نفهم ما يحدث في جسمنا عندما ننام.

الحلم هو ظاهرة في مرحلة النوم تسمى حركة العين السريعة أو ال REM. خلال هذه المرحلة، تكون العينان والعضلات المحيطة بها نشطة، لكن باقي الجسم مشلول، وهي آلية تحمينا من الحركات الجسدية العشوائية في الاحلام.

عادة يبدأ الحلم بعد 90 دقيقة من النوم، ولكن يختلف هذا الوقت الزمني بناءً على عدة عوامل منها تناول الكحول أو الاكتئاب أو الأرق.

كيف نستغل أحلامنا:

في اللحظة التي نستيقظ فيها، تمر أمامنا الصور والقصص بسرعة كبيرة ومرة واحدة بحيث لايمكننا حتى تذكر الحلم، وعلى الرغم من ذلك تبقى مشاعر الخوف أو السعادة تلازمنا.

إذا كانت الأحلام عبارة عن ظاهرة عابرة، فكيف يمكننا الاستفادة من فهم أفضل لأحلامنا؟

 هناك بعض الاقتراحات التي ينصح الخبراء باتباعها:

1- تدريب النفس على تذكر الأحلام:

قم بتدوين أحلامك في الليل، إذا استيقظت للذهاب إلى الحمام، اغتنم هذه الفرصة لتدوين بعض الملاحظات حول أحلامك.

اسمح لنفسك بالاستغراق في النوم والخروج منه قليلاً، وحاول أن تتذكر ما حلمت به، مع مرور الوقت ستكون قادراً على تذكر المزيد.

اكتب أحلامك بعد ترك عقلك يشرد لبضع دقائق، وبأسرع وقت ممكن، سيؤدي ذلك إلى تدريب عقلك على الاحتفاظ بمعلومات الحلم لفترة أطول وبمزيد من التفاصيل.

حدد الأفكار المتكررة في أحلامك وحياتك اليومية.

2- البحث عن موضوعات مشتركة:

ابحث عن الموضوعات التي تتعلق بتجربة يومك الذي مضى، وتذكر أن صور الأحلام قد تكون حرفية، لكنها يمكن أن ترتبط بمشاعر عميقة تشعر بها.

على سبيل المثال، إذا كنت تحلم بأنك لم تستطع اللحاق  ببعض وسائل النقل، اسأل نفسك ما هي الفرصة التي تشعر أنك فوّتتها، خاصة في اليومين اللذين سبقا حلمك.

إذا كنت تحلم بأنك عارياً، فاسأل نفسك عما إذا كنت قد شعرت بالضعف في الأماكن العامة.

على سبيل المثال، قد تكون قلقاً بشأن استدعائك من قبل رئيسك في العمل أمام زملائك، أو تريد التحدث مع أهل زوجك حول مشكلة كبيرة، لكنك قلق بأن تتعرض إلى ازدرائهم.

يستخدم العديد من المعالجين النفسيين والمتخصصين في الصحة العقلية الأحلام لفهم الحالات العاطفية العميقة، يمكن أن يساعد العمل مع المعالج والتحدث عن موضوعات أحلامك في حل المشكلات، وقد يؤدي إلى مزيد من اكتشاف قضايا تسبب لك القلق والسيطرة والحزن

على الرغم من أن العمل مع مختص يمكن أن يكون مفيداً، تذكر أنك انت خبير نفسك.

فعندما يتعلق الأمر بنفسيتك، لا تتوقف عن الوثوق بدليلك الداخلي لعقلك ، فالرموز لها معاني مختلفة لأناس مختلفين، المفتاح هو معرفة ما يعنيه الحلم بالنسبة لك .

في النهاية

ليس من المستغرب أن يكون تفسير الأحلام صعباً، لا يوجد مرجع أو اتفاق محدد بما قد يعنيه الحلم، ابتكر علماء النفس نظريات لا تزال مستخدمة حتى اليوم، الأحلام هي تعبيرات عن الرغبات المكبوتة وتمثل رغباتنا أو تحدياتنا اللاواعية لكنها مجرد نظريات.

ومع ذلك فالأحلام يمكن أن تكون أداة تساعدنا على فهم العقل بطريقة جديدة، فقد تمنحنا نقطة انطلاق لفحص وتفهم ما يحدث في حياتنا.

اترك تعليقاً